منتديات ستار رومانس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مقال الدكتور زغلول النجار فى الاعجاز العلمى

اذهب الى الأسفل

مقال الدكتور زغلول النجار فى الاعجاز العلمى Empty مقال الدكتور زغلول النجار فى الاعجاز العلمى

مُساهمة من طرف STAR السبت نوفمبر 29, 2008 2:08 am

من أسرار القرآن
(177) الإشارات الكونية في القرآن الكريم ومغزي دلالتها العلمية
بقلم الدكتور‏:‏زغـلول النجـار‏

‏ ناصـــية كاذبــة خاطــــئة‏(‏ العلق‏:16)‏,

هــذه الآية الكريمة جاءت في خواتيم سورة العلق وهي سورة مكية‏,‏ وآياتها تسع عشرة‏19‏ بعد البسملة‏,‏ والآيات الخمس الأولي منها هي أول مانزل من القرآن الكريم‏.‏ وقد سميت السورة بهذا الاسم للإشارة في مطلعها إلي خلق الإنسان من علق وهي مرحلة من مراحل جنين الإنسان تشبه دودة العلق شكلا ووظيفة‏,‏ ووصف القرآن الكريم لتلك المرحلة بهذه الدقة التي اثبتتها دراسات الجنين الانساني مؤخرا‏,‏ في طور علي قدر من الضآلة لايمكن إدراكه بالعين المجردة في زمن لم يتوفر للإنسان أية وسيلة من وسائل التكبير أو الكشف أو التصوير لمما يقطع بأن القرآن الكريم لايمكن أن يكون صناعة بشرية‏,‏ ويجزم بأنه كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه علي خاتم انبيائه ورسله‏,‏ وحفظه بعهده الذي قطعه علي ذاته العلية ـ ولم يقطعه لرسالة سابقة ابدا ـ وحفظه في نفس لغة وحيه اللغة العربية‏,‏ وحفظه حفظا كاملا‏:‏ كلمة كلمة وحرفا حرفا ليبقي شاهدا علي الناس جميعا بأنه كلام الله الخالق‏,‏ وشاهدا للنبي والرسول الخاتم الذي تلقاه بالنبوة وبالرسالة‏.‏
وتسمي سورة العلق أيضا باسم مطلعها اقرأ لاستهلالها بالأمر بالقراءة والكتابة وبالتعظيم لأدواتهما كوسيلة من وسائل اكتساب المعرفة في هذه الحياة‏.‏
ولسورة العلق ثلاثة محاور‏,‏ يدور الأول منها حول بدء تنزيل الوحي السماوي علي خاتم الأنبياء والمرسلين صلي الله عليه وسلم‏,‏ ويدور الثاني حول التنبيه إلي خطر المال علي بعض الأفراد حين يغريهم بشيء من الطغيان علي الآخرين والبطش بهم‏,‏ ويغويهم بالخروج علي منهج الله ومخالفة أوامره‏,‏ ويدور المحور الثالث حول واقعة لرأس الكفر أبي جهل‏,‏ حين تعرض لمنع رسول الله صلي الله عليه وسلم من الصلاة عند الكعبة المشرفة‏.‏
وتبدأ سورة العلق بأمر من الله ـ تعالي ـ إلي خاتم أنبيائه ورسله صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم اجمعين‏,‏ بأن يقرأ باسم الله الخالق‏,‏ وهو الأمر الذي نزل به جبريل إليه بالوحي الالهي لأول مرة‏,‏ وهو في غار حراء يتعبد الله ـ تعالي ـ علي الحنيفية السمحة‏,‏ وفي ذلك تقول الآيات في مطلع سورة العلق‏:‏
اقرأ باسم ربك الذي خلق‏*‏ خلق الانسان من علق‏*‏ إقرأ وربك الأكرم‏*‏ الذي علم بالقلم‏*‏ علم الإنسان مالم يعلم‏.‏
‏(‏العلق‏:1‏ ـ‏5).‏
وتقدير ذلك‏:‏ إقرأ يا محمد ـ وليقرأ جميع المؤمنين ببعثتك الشريفة ـ ما يوحي إليك من كلام رب العالمين مبتدئا باسمه العظيم‏,‏ مفتتحا قراءتك‏,‏ وجميع أعمالك بذلك‏,‏ ومستعينا بالذي خلقك ـ وخلق جميع المخلوقات من حولك‏,‏ وخلق الانسان من مرحلة جنينية تشبه دودة العلق شكلا ووظيفة‏.‏
ثم جاء الأمر بالقراءة مرة أخري للتأكيد علي هذه الدعوة المباركة وتقريرها فقال تعالي‏:‏ اقرأ وربك الأكرم وهذه الآية الكريمة جاءت في صياغة مستأنفة بعد انقطاع الآيات السابقة بما اعتذر به صلي الله عليه وسلم من قوله‏:‏ ما أنا بقاريء يريد أن القراءة شأن من يستطيع الكتابة‏,‏ وهو أمي صلي الله عليه وسلم فقال له جبريل‏(‏ عليه السلام‏):‏ إقرأ وربك الذي أمرك بالقراءة هو الأكرم أي الغامر لعباده بفضله وكرمه‏,‏ الحليم عن جهالاتهم‏,‏ ومعاصيهم‏.‏ ومن صور التفضيل الإلهي علي عباده خلق الإنسان‏,‏ وتعليمه البيان‏,‏ وتعليمه بالقلم‏,‏ مالم يكن يعلم وبعثة خاتم الانبياء والمرسلين صلي الله عليه وسلم‏,‏ وانزال القرآن الكريم‏,‏ وحفظه في نفس لغة وحيه ـ اللغة العربية ـ وحفظه حفظا كاملا‏:‏ حرفا حرفا‏,‏ وكلمة كلمة‏,‏ وآية أية‏,‏ وسورة سورة علي مدي الأربعة عشر قرنا الماضية‏,‏ والتعهد بذلك إلي قيام الساعة‏,‏ وإلي ما يشاء الله تعالي بعد ان تعرضت كل صور الوحي السابقة للضياع‏,‏ وتعرض مابقي منها من ذكريات إلي قدر من التحريف الذي اخرجها عن إطارها الرباني‏,‏ وجعلها عاجزة عن هداية اتباعها‏.‏
‏(‏الذي علم بالقلم‏*‏ علم الانسان مالم يعلم‏):‏ أي‏:‏ أن الله ـ تعالي ـ علم الإنسان بالقلم مالم يعلم به من قبل‏,‏ والقلم نعمة عظيمة من نعم الله ـ سبحانه وتعالي ـ علي عباده‏,‏ فلولا القلم ما انتقل الناس من ظلمة الجهل إلي نور العلم‏,‏ وسمي القلم قلما لانه يقلم أي يقطع ظلمة الجهالة بنور العلم‏,‏ ومن ثم بنور اليقين المنزل في الهداية الربانية للعباد‏.‏ فلولا القلم مادون وحي السماء ما دونت المعارف والعلوم بمختلف أنواعها ومنها‏:‏ العلوم الوهبية المستقاة من وحي السماء‏,‏ والعلوم المكتسبة المستوحاة من اجتهاد العلماء في مختلف الأماكن والأزمان ولولا القلم ما سجلت أقوال الأولين ومقالاتهم‏,‏ ولا ضبطت أحكامهم وحكمهم‏,‏ ولا علمنا عن تاريخهم شيئا‏.‏
وبعد ذلك تستعرض الآيات في سورة العلق جانبا من طبائع النفس الإنسانية التي كثيرا ما يطغيها المال والجاه والسلطان‏,‏ ويغريها بالخروج علي منهج الله‏,‏ وفي ذلك تقول الآيات‏:‏
كلا إن الإنسان ليطغي‏*‏ ان رآه استغني
‏(‏العلق‏:6‏ و‏7).‏
و‏(‏كلا‏)‏ كلمة ردع وزجر بمعني‏:‏ حقا‏,‏ وهي هنا تردع وتزجر كل من كفر بنعم الله عليه‏,‏ فقابلها بالتجبر والطغيان علي الخلق بدلا من الاحسان إليهم من قبيل العرفان بفضل الله ـ سبحانه وتعالي ـ عليه‏.‏
وترد سورة العلق علي هذا الموقف الجاحد بتذكير الإنسان بحتمية موته‏,‏ ثم بعثه بعد موته‏,‏ وحشره‏,‏ ورجوعه إلي ربه لمحاسبته‏(‏ عن عمره فيم أفناه‏,‏ وعن شبابه فيم أبلاه‏,‏ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه‏,‏ وعن علمه فيم أفاد به‏),‏ وفي ذلك تقول الآية الثامنة من هذه السورة المباركة‏:‏ إن إلي ربك الرجعي‏(‏ العلق‏:Cool
وفي ذلك تذكير لكل غني أطغاه ماله‏,‏ أو جاهه وسلطانه وتهديد ووعيد بأنه راجع حتما إلي ربه‏,‏ فما له بعد هذه الحياة الدنيا إلا الموت ـ مهما طال أجله ـ ثم حياة البرزخ وسط تراب الأرض ـ مهما كان منصبه ـ ثم له حساب القبر وجزاؤه‏,‏ ثم البعث والنشور‏,‏ والحشر والحساب والميزان والصراط‏,‏ ثم الخلود في الآخرة‏,‏ إما في الجنة ابدا أو في النار ابدا‏.‏
وتنتقل الآيات بعد ذلك إلي واقعة محددة تخص رأس الكفر أبا جهل حين حاول منع رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ من الصلاة عند مقام إبراهيم ـ عليه السلام ـ‏,‏ وتتوعد الآيات هذا الجاحد للحق بأن الله ـ تعالي ـ مطلع علي مايفعل‏,‏ وتتهدده إن لم يرجع عن ذلك الغي فإن الله ـ سبحانه وتعالي ـ سوف يجره من ناصيته جرا في الدنيا قبل الآخرة‏,‏ وهي ناصية كاذبة خاطئة‏,‏ ولن يستطيع دفع هذا الأخذ الإلهي مهما يكن له من أنصار‏,‏ وفي يوم القيامة سوف يسلط الله ـ تعالي ـ عليه زبانية جهنم ـ وهم من الملائكة الشداد الغلاظ ـ ليذيقوه أشد ألوان العذاب‏.‏ وفي ذلك يروي عن ابن عباس‏(‏ رضي الله عنهما‏)‏ قوله إن أبا جهل ـ قاتله الله ـ قال‏:‏ لئن رأيت محمدا يصلي عند الكعبة لأطأن عنقه‏,‏ فبلغ ذلك النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ فقال‏:‏ لو فعل لأخذته الملائكة عيانا‏(‏ البخاري وابن جرير‏).‏
وعن أبي هريرة‏(‏ رضي الله عنه‏)‏ أنه قال‏:‏ قال أبوجهل‏:‏ هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟‏(‏ أي هل يصلي ويركع ويسجد أمامكم‏)‏ قالوا‏:‏ نعم‏,‏ قال‏:‏ واللات والعزي‏,‏ لئن رأيته يصلي كذلك لأطأن علي رقبته‏,‏ ولأعفرن وجهه في التراب‏.‏ فأتي‏(‏ أبوجهل‏)‏ رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ وهو يصلي ليطأ علي رقبته‏.‏ فما فجأهم منه إلا وهو ينكص علي عقبيه‏,‏ ويتقي بيديه‏.‏ فقيل له‏:‏ مالك قال‏:‏ إن بيني وبينه خندقا من نار وهولا وأجنحة‏.‏ فقال رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ‏:‏ لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا‏(‏ الإمام أحمد‏,‏ ومسلم‏,‏ والنسائي‏,‏ والبيهقي‏..‏ وغيرهم‏).‏
فالحمد لله علي نعمة الإسلام‏,‏ والحمد لله علي نعمة القرآن‏,‏ والحمد لله علي بعثة سيد الأنام‏:‏ سيدنا محمد بن عبدالله الذي ختم الله ببعثته النبوات‏,‏ وبرسالته كل الرسالات‏,‏ وأكمل بها الدين‏,‏ وأتم النعمة علي عباده الصالحين‏,‏ والحمد لله رب العالمين الذي لا شبيه له من خلقه‏,‏ ولا شريك له في ملكه‏,‏ ولا منازع له في سلطانه‏,‏ الغني عن الصاحبة والولد لأنهما من صفات المخلوقين‏,‏ وهو ـ تعالي ـ منزه عن جميع صفات خلقه‏,‏ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‏.‏,
STAR
STAR
Admin

عدد الرسائل : 166
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 28/11/2008

https://starromans.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى