النباتات تشن حربا كيماوية

من صنع الله
فى كينيا هاجمت ملايين من افراد الجراد اد المناطق المكتظة بنباتات منطقة السافانا الخضراء الجميلة من كل صنف ونوع . ولم تتحمل هذة النباتات الغضة الطرية والزهور الرقيقة وطأة فكوك الجراد القاسية فتحولت مابين عشية وضحاها الى عجينة ملونة داخل امعاء الجراد القوية . نوع واحد من هذه النباتات صمد للغزو وظل شامخا متحديا الجراد بجرأة عجيبة فكيف استطاع هذا النبات ان ينجو حيث هلك الباقون ؟
شاءت ارادة الخالق عز وجل ان تكون النباتات هى المصدر الرئيسى للغذاء لمعظم الكائنات الحية على وجة هذه الارض وبالنظر الى ملايين الكائنات التى تسكن الارض يمكننا ان نشعر بالعجب الشديد فكيف تمكنت النباتات من الصمود امام هذا الطوفان من الافواه الجائعة المتربصة بها ؟
ان الاجابة على هذا السؤال تقودنا مباشرة الى قلب واحدة من بديع صنع الله فى خلقه " الذى خلق فسوى والذى قدر فهدى " .
حشرات بلا فكوك
لم يكن النبات الذى صمد امام عدوان الجراد نباتا قويا صلبا لم يتمكن الجراد من مضغ اوراقة بل على العكس من ذلك كان عشبا ضعيفا وبالتحديد يسمى " عشب البوق " وقد قام احد الباحثين وهو " كوبو " من جامعة كاليفورنيا يجمع كمية من هذا النبات وقام باطعام يرقات ( ديدان ) انواع مختلفة من الحشرات خلاصة "عشبة البوق" . بدت اليرقات سعيدة بغذائها الجديد ونمت نموا طبيعيا وتحولت الى عذارى كالمعتاد وتحولت العذراى ايضا الى حشرات كاملة لا ينقصها شئ ..الا الفم .. وكانت النتيجة مفاجأة فأعشاب البوق تختزن فى اوراقها وسيقانها مادة سامة تعوق نمو الفم فى الحشرة اما حشرات الجراد التى ارغمت على تناول هذا النبات وامثالة والتى تحتوى اوراقة على تلك المواد التى يطلق عليها اسم "مانعات الانسلاخ" فقد لاحظ العلماء ان فكوكها بدأت تصاب بضعف ووهن رويدا رويدا حتى اصبحت لاتقوى على تحريكها . وهكذا ظهرت الحقيقة العجيبة جلية امام العلماء ..ان انبات ينتقم من الحشرات التى تهاجمة وينكل بها . الحشرات بطبيعة الحال ليست غبية كما قد نتصور بل تدرك بطريقة غامضة مقدار الخطورة التى ينطوى عليها مهاجمة عسبة البوق لذلك فهى تتحاشى مهاجمتها كما نتحاشى نحن مهاجمة الاسد .
سم السيانيد والبرسيم
سم السيانيد سم نعرفة جيدا فهو قاتل رهيب استخدمة البشركثيرا فى جرائم القتل والاغتيال والبرسيم نبات نعرفة جيدا ايضا فهو الغذاء المفضل للمواشى والاغنام وهو ايضا الغذاء المفضل لبعض انواع القواقع (الحلزون) . وقد قام احد العلماء بتحليل عينات من البرسيم من مناطق مختلفة فوجد ان معظم نباتات البرسيم التى تنمو فى المناطق الدافئة تحتوى اوراقها على كميات ضئيلة من سم السيانيد بينما تخلو اوراق النباتات التى تنمو فى المناطق الباردة من وجود هذا السم فلماذا هذا التفاوت فى المفدرة على انتاج السيانيد ..؟ لاحظ الباحث ان القواقع تكون نشطة فى فصل الشتاء فى المناطق الدافئة وتقوم بماهجمة نبات البرسيم بينما يتكفل جو الشتاء القارس البرودة فى المناطق الباردة بالقضاء على القواقع لذلك لجأت نباتات البرسيم فى المناطق الدافئة الى تكوين السيانيد واختزانة حتى تقضى على اى قوقع ارعن يحاول مهاجمتها بينما اكتفت نباتات المناطق الباردة بالاستعانة بالشتاء للقيام بالجريمة بدلا منها . اما انباتات الصحرواية فهى الاشهر من حيث مقدرتها على تكوين السموم وقتل الكائنات التى تهاجمهاولها كل الحق فالنبات الصحرواى يكافح كفاح الابطال لكى يستطيع ان يعيش فى ظروف بالغة القسوة وكل سنتيمتر يضيفة الى جسمة يحتاج منه الى معاناة طويلة ولا ينقصة بالطبع ان تأتى حشرة متسكعة لكى تسلبة ماصنعة يشق الانفس لذلك تستعين النباتات الصحرواية بجميع وسائل الدفاع المختلفة بداية من الاشواك الحادة ة ومرورا بالطعم المنفر ونهاية بالسموم القاتلة ومن يقترب منها لايلومن الا نفسه.
انذار خادع
البطاطا غذاء شهير يعشقة كثير من البشر والحشرات ايضا من هذه الحشرات نوع من المن يسمى "من الخوخ" لذلك فأوراق البطاطا لاتخلو من امن الذى يعبث فيها فسادا فيأكل هنا ويقطع هناك ويملؤها بالثقوب نتيجة نهمة وكثرة عدده والنبات الذى يصاب بالمن يذوق الامرين وقد ينتهى الامر لموته . ولكن العجيب ان الباحثين "جيسون وبيكيت " عثرا فى انجلترا على نوع من البطاطا البرية ظل خاليا من المن رغم ان النباتات الاخرى من حولة كانت تعانى اشد العاناة من هذه الحشرة المدمرة . وقد قام العالمان بتحليل اوراق هذا النوع من البطاطا فلم يعثرا على اى مادة غير طبيعية . المادة الوحيدة التى عثروا عليها والتى اصابتهم بالعجب والدهشة هى مادة تسمى "بيتا فارنيسين" . ومصدر دهشتهم هو ان المادة غير سامة بل على العكس من ذلك فالمن يقوم بأفراز هذه المادة الكيميائية الطيارة التى تشبة الروائح التى نضعها فيفوح عبقها الجميل من حولنا المن لايفرز تلك المادة كنوع من التطيب والتعطر بالتأكيد فهذا نوع من الرفاهية البشرية التى لاتطيقها الحشرات ولكنة يفرزها كنوع من الانذار عندما يهاجم عدو ما اى فرد من افراد المن فأنة يقوم بأطلاق هذه المادة فى الهواء بغزارة كنوع من الانذار لباقى العشيرة من حولة وعندما تلتقط باقى افراد المن هذه الرائحة تدرك ان عدوا ما يجوس على سطح هذا النبات فتلوذ بالفرار مبتعدة الآن بدأت الحقيقة تتجلى امام الباحثين فلقد استفاد هذا النوع من البطاطا البرية بهذه المعلومة فأصبح يصنع هذة المادة ويطلقها من اوبار اوراقة وبالطبع سيعتقد المن ان هناك عدوا جبارا بأنتظارهم على سطح اوراق هذا النبات فيبتعد ناجيا بجلده وهطذا تمكن النبات بهذه الحيلة الرائعة ان يحمى نفسه من هجوم المن اما كيف عرف النبات ان مادة البيتا فارانيسين هى مادة انذار للمن فهذا هو احد الاسرار الغامضة التى اودعها الخالق عز وجل فى مخلوقاتة .
الطماطم وعسر الهضم
الطماطم غذاء مفضل لنا ملئ بالبروتينات والفيتامينات والاملاح المعدنية المفيدة لاجسامنا والحشرات ايضا تدرك هذه المعلومة بطريقة او بأخرى ولو تركت الطماطم نفسها لقمة سائغة لكل من هب ودب من الحشرات لاندثرت من على وجة الارض ولأن الطماطم مازالت موجودة حتى الآن فلابد اذن انها تعرف كيف تحمى نفسها جيدا من هجوم الحشرات .. ولقد اكتشف العلماء ان الطماطم عندما تهاجمها الحشرات تطلق مادة تنتقل من موضع الجرح الى داخل النبات فتنتج النباتات مواد كيميائية تصيب الحشرات بعسر الهضم وتثبط قدرتها على هضم البروتينات ولان الحشرات لاتبغى هذا بكل تأكيد فإنها تبتعد عن هذا النبات بحثا عن نبات اخر اقل اثارة للمتاعب واكثر سهولة فى الهضم .
النباتات تحذر بعضها
اوراق النباتات الخضراء الغضة الطرية هى جنة الحشرات وحلمها الازلى ونبات الصفصاف يمتلك الاوراق ولكن ما ان تهاجمة الحشرات حتى يحول الصفصاف اوراقة عمدا الى اوراق جافة مصفرة اقل مناسبة للحشرات المهاجمة فتتركها بحثا عن نبات اخر وما ان تترك اخر حشرة اوراق نبات الصفصاف حتى تبدأ اوراقة فى الايناع من جديد مازلنا لم نذكر الشئ العجيب فى سلوك هذه النباتات فقد لاحظ العلماء ان نباتات الصفصاف التى توجد فى المنطقة من حول النبات الذى تهاجمه الحشرات تصاب ايضا بالذبول كإجراء دفاعى فكيف عرفت ان هناك عدوا يهاجم الصفصافة زميلتهم يرى الباحث "رودس" ان اشجار الصفصاف التى تهاجمها الحشرات تنتج اشارات كيميائية لتنذر بقية اشجار الصفصافمن حولها حتى تتخذ كافة الاجراءت الدفاعية التى تمنع الحشرات من مهاجمتها نحن اذن امام نبات لايخاف على نفسة فقط بل على جميع افراد عائلتة وهو سلوك راق لم نكن نتوقعة من نبات .
هل تخدع البشر ؟
ربنا استطاع الكثير من النباتات ان يخدع الحشرات ولكن هل تسطيع النباتات ان تخدع البشر ؟
هناك نوع من الاعشاب ينمو وسط حقول الارز وهو لا يمثل اى فائدة بالنسبة للمزارعين بل يشغل حيزا وينافس نباتات الارز فيضعفها ويقلل محصولها ولذلك يعمد الفلاحون الى اقتلاع هذا النبات من جذروه حيثما وجدوه خاصة انهيمتلك شكلا مميزا مختلفا عن شكل نبات الارز لم يدرك النبات الحانق السر فى هذه التفرقة العنصرية وهو بالتأكيد يرى نفسهلايقل عن نبات الارز فى شئ فلماذا يبقى البشر على نبات الارز بينما يقتلعون افراد عشيرتة .. ان ماحدث بعد ذلك يدل على ان النبات بعد ان اعيتة الحيلة فكر طويلا .. ثم عثر على الحل السحرى الذى ربما جعل الفلاحين يشدون شعورهم من الغيظ والاحباط . لاحظ الفلاحون فى البداية اختفاء هذا النبات من حقولهم وشعروا بالسعادة والاطمئنان ولكن عندما قاموا بحصاد محصولهم اكتشفوا على غير العادة ان نسبة من نباتاتهم الثمينة لم تعط اى حبة من حبات الارز بل اصبح المحصول اقل مما سبق فهرعوا الى المختصين يستنجدون بهم ليحلوا لهم هذا اللغز المحير عندما فحص العلماء نباتات الارز العقيمة اصابهم الذهول فلقد اكتشفوا لدهشتهم انها فى الحقيقة هى ذلك العشب الذى يقتلعة الفلاحون ولكنة طور شكل اوراقة بحيث تشبة تماما شكل اوراق الارز المميزة ولم يدرك المزارعون هذه الخدعة ونما النبات وعاش كما يحلو له شاكرا ربه على هذه الطريقة المؤكدة التى هداه الله لها والتى استطاعت ان تخدع البشر فسبحان الخالق الذى هدى كل كائن الى الطريقة المثلى ليشق طريقة بنجاح فى هذه الحياة الحافلة بالمخاطر حيث لامكان فيها إلا لمن هداه الله الى الطريق القويم وصدق الشاعرالقائل :
ورأيت ان الله زود كل جنس فى الخليقة بوسائل فطرية ليشق فى الدنيا طريقه.